مصر خطوة الى الامام والأردن خطوة الى الوراء
اليوم الرابع والعشرين من حزيران 2012 يوم تاريخي للديمقراطية العربية وتكريس ارادة الشعب وفق انتخابات حرة . مصر تنتخب لأول مرة في تاريخها رئيس الجمهورية بطريقة حضارية نزيهه تكرس الديمقراطية وعساها تكون الخطوة الاولى في مسيرة تداول سلمي للسلطة في المستقبل. رغم حالة من الضبابية والشد والشد العكسي وانتشار الاشاعة ، انتصرت بالنهاية ارادة الشعب المصري العظيم وأكدت ان ثورته مستمرة لجهة تحقيق كامل اهدافها بالحرية والكرامة والمواطنة لكافة فئات الشعب المصري ، ما يؤكد ان مسيرة الربيع العربي ومخرجاته الاصلاحية مستمرة .
بالمقابل وفي ذات اليوم يقر مجلس الامة الأردني قانون انتخاب أقل ما يمكن ان يوصف به أنه بعيد شكلاً وروحاً عن مفاهيم التقدمية وعدالة التمثيل وينافي الطموح الى تحقيق اصلاح حقيقي وعمل سياسي جاد في الاردن. فبالرغم من مطالبات الشعب الاردني على مدار عام ونصف باصلاح حقيقي عنوانه قانون انتخاب عصري ويلبي طموح الشباب الأردني المتعطش لمجالس نيابية وحكومات سياسية ممثلة لهم ، وبالرغم من توافق كافة القوى السياسية على شكل القانون المطلوب المستند الى نظام القوائم ، يتم اليوم وأد مشروع الاصلاح الأردني بتوافق برلماني حكومي وتكريس نهج الاقصاء والعودة بالوطن الى ما قبل المربع الأول ، ما سيعصف بالربيع الأردني ويجعل ثنايا مخرجاته المستقبلية اكثر تعقيداً .
مصر تجاوزت المصالح الذاتية للفرقاء السياسيين وقدمت مصلحة مصر العليا ، وعلى العكس لا يزال البعض في الأردن يقدم مصلحته ومكتسباته الخاصة على مصلحة الوطن .
الأردنيون اليوم فخورون بأشقائهم المصريين ويباركون لهم انجازهم التاريخي ، وبذات الوقت يندبون حظهم لانهم يستحقون افضل بكثير مما يقدم لهم .
يا للمفارقة وسخرية القدر ، ففي ذات اليوم مصر تسير الى الامام والأردن يسير الى الوراء!
أحمد مساعدة